( المسألة الثالثة ) : قوله : ( 
والذين يؤمنون بما أنزل إليك   ) هذا الإيمان واجب ؛ لأنه قال في آخره : ( 
وأولئك هم المفلحون   ) [البقرة : 5] فثبت أن من لم يكن له هذا الإيمان وجب أن لا يكون مفلحا ، وإذا ثبت أنه واجب وجب تحصيل العلم بما أنزل على 
محمد  صلى الله عليه وسلم على سبيل التفصيل ؛ لأن 
المرء لا يمكنه أن يقوم بما أوجبه الله عليه علما وعملا إلا إذا علمه على سبيل التفصيل ، لأنه إن لم يعلمه كذلك امتنع عليه القيام به ، إلا أن تحصيل هذا العلم واجب على سبيل الكفاية ، فإن 
تحصيل العلم بالشرائع   [ ص: 31 ] النازلة على محمد  صلى الله عليه وسلم على سبيل التفصيل غير واجب على العامة ، وأما قوله : ( 
وما أنزل من قبلك   ) فالمراد به ما أنزل على الأنبياء الذين كانوا قبل 
محمد  ، والإيمان به واجب على الجملة ؛ لأن الله تعالى ما تعبدنا الآن به حتى يلزمنا معرفته على التفصيل ، بل إن عرفنا شيئا من تفاصيله فهناك يجب علينا الإيمان بتلك التفاصيل .