صفحة جزء
أما قوله تعالى :( وإن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا ) ففيه مباحث :

البحث الأول : قرأ حمزة والكسائي : " الرشد " بفتح الراء والشين والباقون بضم الراء وسكون الشين . وفرق أبو عمرو بينهما فقال :( الرشد ) بضم الراء الصلاح ؛ لقوله تعالى :( فإن آنستم منهم رشدا ) [ النساء : 6 ]

[ ص: 5 ] أي صلاحا ، و" الرشد " بفتحهما الاستقامة في الدين . قال تعالى :( مما علمت رشدا ) [ الكهف : 66 ] وقال الكسائي هما لغتان بمعنى واحد ، مثل الحزن والحزن ، والسقم والسقم ، وقيل :( الرشد ) بالضم الاسم ، وبالفتحتين المصدر .

البحث الثاني :( سبيل الرشد ) عبارة عن سبيل الهدى والدين الحق ، والصواب في العلم والعمل و( سبيل الغي ) ما يكون مضادا لذلك ، ثم بين تعالى أن هذا الصرف إنما كان لأمرين :

أحدهما : كونهم مكذبين بآيات الله .

والثاني : كونهم غافلين عنها ، والمراد أنهم واظبوا على الإعراض عنها حتى صاروا بمنزلة الغافل عنها . والله أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية