( 
ومنهم الذين يؤذون النبي ويقولون هو أذن قل أذن خير لكم يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين ورحمة للذين آمنوا منكم والذين يؤذون رسول الله لهم عذاب أليم   ) 
قوله تعالى :( 
ومنهم الذين يؤذون النبي ويقولون هو أذن قل أذن خير لكم يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين ورحمة للذين آمنوا منكم والذين يؤذون رسول الله لهم عذاب أليم   ) . 
اعلم أن هذا 
نوع آخر من جهالات المنافقين ، وهو أنهم كانوا يقولون في رسول الله : إنه أذن ، على وجه الطعن والذم . وفي الآية مسائل : 
المسألة الأولى : 
قرأ عاصم  في رواية  nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش  ، وعبد الرحمن  عن أبي عكرمة  عنه " أذن خير " مرفوعين   [ ص: 93 ] منونين ، على تقدير : إن كان كما تقولون : إنه أذن ، فأذن خير لكم ، يقبل منكم ويصدقكم خير لكم من أن يكذبكم ، والباقون :( 
أذن خير لكم   ) بالإضافة ، أي : هو أذن خير ، لا أذن شر ، وقرأ 
نافع    : " أذن " ساكنة الذال في كل القرآن ، والباقون بالضم ، وهما لغتان ، مثل عنق وظفر . 
المسألة الثانية : قال 
 nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس  رضي الله عنه : إن 
جماعة من المنافقين ذكروا النبي صلى الله عليه وسلم بما لا ينبغي من القول ، فقال بعضهم : لا تفعلوا فإنا نخاف أن يبلغه ما نقول ، فقال 
الجلاس بن سويد    : بل نقول ما شئنا ، ثم نذهب إليه ونحلف أنا ما قلنا ، فيقبل قولنا ، وإنما 
محمد  أذن سامعة ، فنزلت هذه الآية   . 
وقال 
الحسن    : كان المنافقون يقولون : ما هذا الرجل إلا أذن ، من شاء صرفه حيث شاء ، لا عزيمة له . 
وروى الأصم  أن رجلا منهم قال لقومه : إن كان ما يقول محمد  حقا ، فنحن شر من الحمير . فسمعها ابن امرأته ، فقال : والله إنه لحق وإنك أشر من حمارك . ثم بلغ النبي صلى الله عليه وسلم ذلك ، فقال بعضهم : إنما محمد  أذن ، ولو لقيته وحلفت له ليصدقنك . فنزلت هذه الآية على وفق قوله ، فقال القائل : يا رسول الله ، لم أسلم قط قبل اليوم ، وإن هذا الغلام لعظيم الثمن علي ، والله لأشكرنه   . ثم قال 
الأصم    : 
أظهر الله تعالى عن المنافقين وجوه كفرهم التي كانوا يسرونها ؛ لتكون حجة للرسول ولينزجروا   . فقال :( 
ومنهم من يلمزك في الصدقات   ) .