1. الرئيسية
  2. التفسير الكبير
  3. سورة التوبة
  4. قوله تعالى الأعراب أشد كفرا ونفاقا وأجدر ألا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله
صفحة جزء
المسألة الثانية : من الناس من قال : الجمع المحلى بالألف واللام الأصل فيه أن ينصرف إلى المعهود السابق ، فإن لم يوجد المعهود السابق ، حمل على الاستغراق للضرورة . قالوا : لأن صيغة الجمع يكفي في حصول معناها الثلاثة فما فوقها ، والألف واللام للتعريف ، فإن حصل جمع هو معهود سابق وجب الانصراف إليه ، وإن لم يوجد فحينئذ يحمل على الاستغراق دفعا للإجمال .

قالوا إذا ثبت هذا فنقول : قوله :( الأعراب ) المراد منه جمع معينون من منافقي الأعراب ، كانوا يوالون منافقي المدينة فانصرف هذا اللفظ إليهم .

المسألة الثالثة : أنه تعالى حكم على الأعراب بحكمين :

الحكم الأول

أنهم أشد كفرا ونفاقا ، والسبب فيه وجوه :

الأول : أن أهل البدو يشبهون الوحوش .

والثاني : استيلاء الهواء الحار اليابس عليهم ، وذلك يوجب مزيد التيه والتكبر والنخوة والفخر والطيش عليهم .

والثالث : أنهم ما كانوا تحت سياسة سائس ، ولا تأديب مؤدب ، ولا ضبط ضابط فنشأوا كما شاءوا ، ومن كان كذلك خرج على أشد الجهات فسادا .

والرابع : أن من أصبح وأمسى مشاهدا لوعظ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وبياناته الشافية ، وتأديباته الكاملة ، كيف يكون مساويا لمن لم يؤاثر هذا الخير ، ولم يسمع خبره .

والخامس : قابل الفواكه الجبلية بالفواكه البستانية لتعرف الفرق بين أهل الحضر والبادية .

الحكم الثاني

قوله :( وأجدر ألا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله ) وقوله :( وأجدر ) أي أولى وأحق ، وفي الآية حذف ، والتقدير : وأجدر بأن لا يعلموا . وقيل في تفسير حدود ما أنزل الله مقادير التكاليف والأحكام . وقيل : مراتب أدلة العدل والتوحيد والنبوة والمعاد( والله عليم ) بما في قلوب خلقه( حكيم ) فيما فرض من فرائضه .

التالي السابق


الخدمات العلمية