( 
وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون   ) 
قوله تعالى : ( 
وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون   ) 
اعلم أن هذه الآية دالة على كيفية 
خلقه آدم    - عليه السلام - وعلى كيفية تعظيم الله تعالى إياه ، فيكون ذلك إنعاما عاما على جميع بني 
آدم  ، فيكون هذا هو النعمة الثالثة من تلك النعم العامة التي أوردها في هذا الموضع ثم فيه مسائل :  
[ ص: 147 ] 
المسألة الأولى : في إذ قولان : 
أحدهما : أنه صلة زائدة إلا أن العرب يعتادون التكلم بها ، والقرآن نزل بلغة العرب . 
الثاني : وهو الحق أنه 
ليس في القرآن ما لا معنى له ، وهو نصب بإضمار اذكر ، والمعنى : اذكر لهم قال ربك للملائكة فأضمر هذا لأمرين : 
أحدهما : أن المعنى معروف . 
والثاني : أن الله تعالى قد كشف ذلك في كثير من المواضع كقوله : ( 
واذكر أخا عاد إذ أنذر قومه بالأحقاف   ) [الأحقاف : 21] وقال : ( 
واذكر عبدنا داود   ) [ص : 17] ، ( 
واضرب لهم مثلا أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون إذ أرسلنا إليهم اثنين   ) [يس : 13 ، 14] والقرآن كله كالكلمة الواحدة ، ولا يبعد أن تكون هذه المواضع المصرحة نزلت قبل هذه السورة ، فلا جرم ترك ذلك ههنا اكتفاء بذلك المصرح ، قال صاحب الكشاف : ويجوز أن ينتصب " إذ " بقالوا .