صفحة جزء
قال الراوي : وجه التوفيق بين هذه الرواية ، وبين الرواية الأخرى وهي قوله عليه الصلاة والسلام : " الناس رجلان : عالم ومتعلم ، وسائر الناس همج لا خير فيهم " إن المستمع والمحب بمنزلة المتعلم ، وما أحسن قول بعض الأعراب لولده : كن سبعا خالسا ، أو ذئبا خانسا ، أو كلبا حارسا ، وإياك وأن تكون إنسانا ناقصا .

( يه ) قال عليه الصلاة والسلام : " من اتكأ على يده عالم كتب الله له بكل خطوة عتق رقبة ، ومن قبل رأس عالم كتب الله له بكل شعرة حسنة " .

( يو ) قال عليه الصلاة والسلام برواية أبي هريرة : " بكت السماوات السبع ومن فيهن ومن عليهن ، والأرضون السبع ومن فيهن ومن عليهن لعزيز ذل وغني افتقر ، وعالم يلعب به الجهال " .

( يز ) وقال عليه السلام : " حملة القرآن عرفاء أهل الجنة ، والشهداء قواد أهل الجنة ، والأنبياء سادة أهل الجنة " .

( يح ) وقال عليه السلام : " العلماء مفاتيح الجنة وخلفاء الأنبياء " .

[ ص: 176 ] قال الراوي : الإنسان لا يكون مفتاحا إنما المعنى أن عندهم من العلم مفتاح الجنان ، والدليل عليه أن من رأى في النوم أن بيده مفاتيح الجنة فإنه يؤتى علما في الدين .

( يط ) وقال عليه الصلاة والسلام : " إن لله تعالى في كل يوم وليلة ألف رحمة على جميع خلقه الغافلين ، والبالغين وغير البالغين ، فتسعمائة وتسعة وتسعون رحمة للعلماء وطالبي العلم والمسلمين ، والرحمة الواحدة لسائر الناس " .

( ك ) وقال عليه الصلاة والسلام : " قلت يا جبريل أي الأعمال أفضل لأمتي ؟ قال : العلم ، قلت : ثم أي ؟ قال : النظر إلى العالم ، قلت : ثم أي ؟ قال : زيارة العالم ، ثم قال : ومن كسب العلم لله وأراد به صلاح نفسه وصلاح المسلمين ، ولم يرد به عرضا من الدنيا ، فأنا كفيله بالجنة " .

( كا ) وقال عليه الصلاة والسلام : " عشرة تستجاب لهم الدعوة : العالم ، والمتعلم ، وصاحب حسن الخلق ، والمريض ، واليتيم ، والغازي ، والحاج ، والناصح للمسلمين ، والولد المطيع لأبويه ، والمرأة المطيعة لزوجها "

( كب ) " سئل النبي صلى الله عليه وسلم ما العلم ؟ فقال : دليل العمل ، قيل : فما العقل ؟ قال : قائد الخير ، قيل : فما الهوى ؟ قال : مركب المعاصي ، قيل : فما المال ؟ قال : رداء المتكبرين ، قيل : فما الدنيا ؟ قال : سوق الآخرة " .

( كج ) أنه عليه الصلاة والسلام كان يحدث إنسانا فأوحى الله إليه : إنه لم يبق من عمر هذا الرجل الذي تحدثه إلا ساعة ، وكان هذا وقت العصر ، فأخبره الرسول بذلك فاضطرب الرجل ، وقال : يا رسول الله دلني على أوفق عمل لي في هذه الساعة ، قال : اشتغل بالتعلم ، فاشتغل بالتعلم ، وقبض قبل المغرب .

قال الراوي : فلو كان شيء أفضل من العلم لأمره النبي صلى الله عليه وسلم به في ذلك الوقت .

( كد ) قال عليه الصلاة والسلام : " الناس كلهم موتى إلا العالمون " والخبر مشهور .

( كه ) عن أنس ، قال عليه الصلاة والسلام : " سبعة للعبد تجري بعد موته : من علم علما ، أو أجرى نهرا ، أو حفر بئرا ، أو بنى مسجدا ، أو ورث مصحفا ، أو ترك ولدا صالحا يدعو له بالخير ، أو صدقة تجري له بعد موته " فقدم عليه الصلاة والسلام التعليم على جميع الانتفاعات ؛ لأنه روحاني ، والروحاني أبقى من الجسمانيات .

( كو ) قال عليه الصلاة والسلام : " لا تجالسوا العلماء إلا إذا دعوكم من خمس إلى خمس : من الشك إلى اليقين ، ومن الكبر إلى التواضع ، ومن العداوة إلى النصيحة ، ومن الرياء إلى الإخلاص ، ومن الرغبة إلى الزهد "

( كز ) أوصى النبي صلى الله عليه وسلم إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقال : يا علي احفظ التوحيد فإنه رأس مالي ، والزم العمل فإنه حرفتي ، وأقم الصلاة فإنها قرة عيني ، واذكر الرب فإنه بصيرة فؤادي ، واستعمل العلم فإنه ميراثي .

( كح ) أبو كبشة الأنصاري قال : ضرب لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل الدنيا مثل أربعة رهط : رجل آتاه الله علما وآتاه مالا فهو يعمل بعلمه في ماله ، ورجل آتاه الله علما ولم يؤته مالا فيقول : لو أن الله تعالى آتاني مثل ما أوتي فلان لفعلت فيه مثل ما يفعل فلان فهما في الأجر سواء ، ورجل آتاه الله مالا ولم يؤته علما فهو يمنعه من الحق وينفقه في الباطل ، ورجل لم يؤته علما ولم يؤته مالا ، فيقول : لو أن الله تعالى آتاني مثل ما أوتي فلان لفعلت فيه مثل ما يفعل فلان فهما في الوزر سواء .

الآثار : ( أ ) كميل بن زياد قال : أخذ علي بن أبي طالب رضي الله عنه بيدي فأخرجني إلى الجبانة فلما أصحر تنفس الصعداء ، ثم قال : يا كميل بن زياد إن هذه القلوب أوعية فخيرها أوعاها ، فاحفظ ما أقول لك : الناس ثلاثة : عالم رباني ، ومتعلم على سبيل نجاة ، وهمج رعاع أتباع كل ناعق ، يميلون مع كل ريح لم يستضيئوا بنور العلم ، ولم يلجئوا إلى ركن وثيق ، ياكميل ، العلم خير من المال ، والعلم يحرسك وأنت تحرس المال ، والمال تنقصه النفقة ، والعلم يزكو بالإنفاق ، وصنيع المال يزول بزواله ، يا كميل معرفة العلم زين يزان به يكتسب [ ص: 177 ] به الإنسان الطاعة في حياته ، وجميل الأحدوثة بعد وفاته ، والعلم حاكم ، والمال محكوم عليه .

( ب ) عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه : إن الرجل ليخرج من منزله وعليه من الذنوب مثل جبل تهامة ، فإذا سمع العلم ، وخاف واسترجع على ذنوبه انصرف إلى منزله وليس عليه ذنب ، فلا تفارقوا مجالس العلماء ، فإن الله لم يخلق تربة على وجه الأرض أكرم من مجالس العلماء .

( ج ) عن ابن عباس : خير سليمان بين الملك والمال وبين العلم فاختار العلم ، فأعطي العلم والملك معا .

( د ) سليمان لم يحتج إلى الهدهد إلا لعلمه لما روي عن نافع بن الأزرق قال لابن عباس : كيف اختار سليمان الهدهد لطلب الماء ؟ قال ابن عباس : لأن الأرض كالزجاجة يرى باطنها من ظاهرها ، فقال نافع : فكيف بأوقات الفخ يغطى له بأصبع من تراب فلا يراه بل يقع فيه ، فقال ابن عباس : إذا جاء القدر عمي البصر .

( ه ) قال أبو سعيد الخدري : تقسم الجنة على عشرة آلاف جزء ، تسعة آلاف وتسعمائة وتسعة وتسعون منها للذين عقلوا عن الله أمره فكان هذا ثوابهم على قدر ما قسم الله لهم من العقول ، يقتسمون المنازل فيها ، وجزء للمؤمنين الضعفاء الفقراء الصالحين .

( و ) قال ابن عباس لولده : يا بني عليك بالأدب ؛ فإنه دليل على المروءة ، وأنس في الوحشة ، وصاحب في الغربة ، وقرين في الحضر ، وصدر في المجلس ، ووسيلة عند انقضاء الوسائل ، وغنى عند العدم ، ورفعة للخسيس ، وكمال للشريف ، وجلالة للملك .

( ز ) عن الحسن البصري : صرير قلم العلماء تسبيح ، وكتابة العلم والنظر فيه عبادة ، وإذا أصاب من ذلك المداد ثوبه فكأنما أصابه دم الشهداء ، وإذا قطر منها على الأرض تلألأ نوره ، وإذا قام من قبره نظر إليه أهل الجمع ، فيقال : هذا عبد من عباد الله أكرمه الله وحشر مع الأنبياء عليهم السلام .

( ح ) في كتاب كليلة ودمنة : أحق من لا يستخف بحقوقهم ثلاثة : العالم والسلطان والإخوان ، فإن من استخف بالعالم أهلك دينه ، ومن استخف بالسلطان أهلك دنياه ، ومن استخف بالإخوان أهلك مروءته .

( ط ) قال سقراط : من فضيلة العلم أنك لا تقدر على أن يخدمك فيه أحد كما تجد من يخدمك في سائر الأشياء ، بل تخدمه بنفسك ولا يقدر أحد على سلبه عنك .

( ي ) قيل لبعض الحكماء : لا تنظر ، فأغمض عينيه ، فقيل : لا تسمع ، فسد أذنيه ، فقيل : لا تتكلم ، فوضع يده على فيه ، فقيل له : لا تعلم ، فقال : لا أقدر عليه .

( يا ) إذا كان السارق عالما لا تقطع يده ؛ لأنه يقول : كان المال وديعة لي ، وكذا الشارب يقول : حسبته خلا ، وكذا الزاني يقول : تزوجتها فإنه لا يحد .

( يب ) قال بعضهم : أحيوا قلوب إخوانكم ببصائر بيانكم كما تحيون الموات بالنبات والنواة ، فإن نفسا تبعد من الشهوات والشبهات أفضل من أرض تصلح للنبات ، قال الشاعر :


وفي الجهل قبل الموت موت لأهله وأجسامهم قبل القبور قبور     وإن امرأ لم يحي بالعلم ميت
وليس له حتى النشور نشور



التالي السابق


الخدمات العلمية