صفحة جزء
( ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصنا لتبتغوا عرض الحياة الدنيا ومن يكرهن فإن الله من بعد إكراههن غفور رحيم ) .

الحكم العاشر : الإكراه على الزنا ، قوله تعالى : ( ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصنا [ ص: 192 ] لتبتغوا عرض الحياة الدنيا ومن يكرهن فإن الله من بعد إكراههن غفور رحيم ) .

اعلم أنه تعالى لما بين ما يلزم من تزويج العبيد والإماء وكتابتهم ، أتبع ذلك بالمنع من إكراه الإماء على الفجور ، وهاهنا مسائل :

المسألة الأولى : اختلفوا في سبب نزولها على وجوه :

الأول : كان لعبد الله بن أبي المنافق ست جوار ، معاذة ومسيكة وأميمة وعمرة وأروى وقتيلة يكرههن على البغاء ، وضرب عليهن ضرائب فشكت [ ا ] ثنتان منهن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلت الآية .

وثانيها : أن عبد الله بن أبي أسر رجلا فراود الأسير جارية عبد الله ، وكانت الجارية مسلمة فامتنعت الجارية لإسلامها وأكرهها ابن أبي على ذلك رجاء أن تحمل من الأسير فيطلب فداء ولده فنزلت .

وثالثها : روى أبو صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : " جاء عبد الله بن أبي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه جارية من أجمل النساء تسمى معاذة ، فقال يا رسول الله هذه لأيتام فلان ، أفلا نأمرها بالزنا فيصيبون من منافعها ؟ فقال عليه الصلاة والسلام لا ، فأعاد الكلام " فنزلت الآية .

وقال جابر بن عبد الله " جاءت جارية لبعض الناس فقالت : إن سيدي يكرهني على البغاء " فنزلت الآية .

التالي السابق


الخدمات العلمية