صفحة جزء
أما قوله تعالى : ( وآتينا عيسى ابن مريم البينات ) ففيه مسائل :

المسألة الأولى : السبب في أن الله تعالى أجمل ذكر الرسول ثم فصل ذكر عيسى لأن من قبله من الرسل جاءوا بشريعة موسى فكانوا متبعين له ، وليس كذلك عيسى ، لأن شرعه نسخ أكثر شرع موسى عليه السلام .

المسألة الثانية : قيل عيسى بالسريانية أيشوع ، ومريم بمعنى الخادم ، وقيل : مريم بالعبرانية من النساء كزير من الرجال ، وبه فسر قول رؤبة :


قلت لزير لم تصله مريمه



المسألة الثالثة : في البينات وجوه :

أحدها : المعجزات من إحياء الموتى ونحوها عن ابن عباس .

وثانيها : أنها الإنجيل .

وثالثها : وهو الأقوى أن الكل يدخل فيه ، لأن المعجز يبين صحة نبوته كما أن الإنجيل يبين كيفية شريعته فلا يكون للتخصيص معنى .

التالي السابق


الخدمات العلمية