1. الرئيسية
  2. التفسير الكبير
  3. سورة البقرة
  4. قوله تعالى يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون
صفحة جزء
أما قوله تعالى : ( إن كنتم إياه تعبدون ) ففيه مسائل :

المسألة الأولى : في هذه الآية وجوه :

أحدها : ( واشكروا لله ) إن كنتم عارفين بالله وبنعمه ، فعبر عن معرفة الله تعالى بعبادته ، إطلاقا لاسم الأثر على المؤثر .

وثانيها : معناه : إن كنتم تريدون أن تعبدوا الله فاشكروه ، فإن الشكر رأس العبادات .

وثالثها : ( واشكروا لله ) الذي رزقكم هذه النعم ( إن كنتم إياه تعبدون ) أي إن صح أنكم تخصونه بالعبادة وتقرون أنه سبحانه المنعم لا غيره ، عن أنس رضي الله عنه عن [ ص: 10 ] النبي صلى الله عليه وسلم : " يقول الله تعالى : إني والجن والإنس في نبأ عظيم أخلق ويعبد غيري ، وأرزق ويشكر غيري " .

المسألة الثانية : احتج من قال : إن المعلق بلفظ : ( إن ) ، لا يكون عدما عند عدم ذلك الشيء بهذه الآية ، فإنه تعالى علق الأمر بالشكر بكلمة ( إن ) على فعل العباد ، مع أن من لا يفعل هذه العبادات يجب عليه الشكر أيضا .

التالي السابق


الخدمات العلمية