1. الرئيسية
  2. التفسير الكبير
  3. سورة البقرة
  4. قوله تعالى فمن خاف من موص جنفا أو إثما فأصلح بينهم فلا إثم عليه إن الله غفور رحيم
صفحة جزء
أما قوله : ( إن الله غفور رحيم ) ففيه أيضا سؤال : وهو أن هذا الكلام إنما يليق بمن فعل فعلا لا يجوز ، أما هذا الإصلاح فهو من جملة الطاعات فكيف به هذا الكلام ؟ وجوابه من وجوه :

أحدها : أن هذا من باب [ ص: 59 ] تنبيه الأدنى على الأعلى كأنه قال : أنا الذي أغفر الذنوب ثم أرحم المذنب ، فبأن أوصل رحمتي وثوابي إليك مع أنك تحملت المحن الكثيرة في إصلاح هذا المهم كان أولى .

وثانيها : يحتمل أن يكون المراد أن ذلك الموصي الذي أقدم على الجنف والإثم متى أصلحت وصيته فإن الله غفور رحيم يغفر له ويرحمه بفضله .

وثالثها : أن المصلح ربما احتاج في إيتاء الإصلاح إلى أقوال وأفعال كان الأولى تركها ، فإذا علم تعالى منه أن غرضه ليس إلا الإصلاح فإنه لا يؤاخذه بها ؛ لأنه غفور رحيم .

التالي السابق


الخدمات العلمية