صفحة جزء
المسألة الثانية : " كتب " فيه وجوه :

أحدها : أن " كتب " في هذا الموضوع بمعنى جعل ، كقوله : ( كتب في قلوبهم الإيمان ) [ المجادلة : 22] أي جعل ، وقوله : ( فاكتبنا مع الشاهدين ) [ آل عمران : 53] ، ( فسأكتبها للذين يتقون ) [ الأعراف : 156] أي : أجعلها .

وثانيها : معناه قضى الله لكم ، كقوله : ( قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا ) [ التوبة : 51] أي قضاه ، وقوله : ( كتب الله لأغلبن أنا ورسلي ) [ المجادلة : 21 ] ، وقوله : ( لبرز الذين كتب عليهم القتل ) [ آل عمران : 154 ] أي قضى .

وثالثها : أصله هو ما كتب الله في اللوح المحفوظ مما هو كائن ، وكل حكم حكم به على عباده فقد أثبته في اللوح المحفوظ .

ورابعها : هو ما كتب الله في القرآن من إباحة هذه الأفعال .

المسألة الثالثة : قرأ ابن عباس " وابتغوا " وقرأ الأعمش " وابغوا " .

أما قوله : ( وكلوا واشربوا ) ، فالفائدة في ذكرهما أن تحريمهما وتحريم الجماع بالليل بعد النوم ، لما تقدم احتيج في إباحة كل واحد منها إلى دليل خاص يزول به التحريم ، فلو اقتصر تعالى على قوله : ( فالآن باشروهن ) لم يعلم بذلك زوال تحريم الأكل والشرب ، فقرن إلى ذلك قوله : ( وكلوا واشربوا ) لتتم الدلالة على الإباحة .

التالي السابق


الخدمات العلمية