1. الرئيسية
  2. التفسير الكبير
  3. سورة البقرة
  4. قوله تعالى واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأخرجوهم من حيث أخرجوكم والفتنة أشد من القتل
صفحة جزء
أما قوله تعالى : ( وأخرجوهم من حيث أخرجوكم ) ففيه بحثان :

البحث الأول : أن الإخراج يحتمل وجهين :

أحدهما : أنهم كلفوهم الخروج قهرا .

والثاني : أنهم بالغوا في تخويفهم وتشديد الأمر عليهم ، حتى صاروا مضطرين إلى الخروج .

البحث الثاني : أن صيغة " حيث " تحتمل وجهين :

أحدهما : أخرجوهم من الموضع الذي أخرجوكم وهو مكة .

والثاني : أخرجوهم من منازلكم . إذا عرفت هذا فنقول : إن الله تعالى أمر المؤمنين بأن يخرجوا أولئك الكفار من مكة إن أقاموا على شركهم إن تمكنوا منه ، لكنه كان في المعلوم أنهم يتمكنون منه فيما بعد ، ولهذا السبب أجلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كل مشرك من الحرم ، ثم أجلاهم أيضا من المدينة ، وقال عليه الصلاة والسلام : " لا يجتمع دينان في جزيرة العرب " .

التالي السابق


الخدمات العلمية