1. الرئيسية
  2. التفسير الكبير
  3. سورة البقرة
  4. قوله تعالى يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما
صفحة جزء
المسألة السادسة : قرأ حمزة والكسائي ( كثير ) بالثاء المنقوطة من فوق ، والباقون بالباء المنقوطة من تحت ، حجة حمزة والكسائي أن الله وصف أنواعا كثيرة من الإثم في الخمر والميسر وهو قوله : ( إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ) [المائدة : 91] فذكر أعدادا من الذنوب فيهما ؛ ولأن النبي صلى الله عليه وسلم لعن عشرة بسبب الخمر ، وذلك يدل على كثرة الإثم فيهما ؛ ولأن الإثم في هذه الآية كالمضاد للمنافع ; لأنه قال : فيهما إثم ومنافع ، وكما أن المنافع أعداد كثيرة فكذا الإثم فصار التقدير كأنه قال : فيهما مضار كثيرة ومنافع كثيرة . حجة الباقين أن المبالغة في تعظيم الذنب إنما تكون بالكبر لا بكونه كثيرا ، يدل عليه قوله تعالى : ( كبائر الإثم ) [الشورى : 37] ، ( كبائر ما تنهون عنه ) [النساء : 31] ، ( إنه كان حوبا كبيرا ) [النساء : 2] وأيضا القراء اتفقوا على قوله : ( وإثمهما أكبر ) بالباء المنقوطة من تحت ، وذلك يرجح ما قلناه .

التالي السابق


الخدمات العلمية