صفحة جزء
[ ص: 321 ] مسألة : ( ومن كان منزله دون الميقات فميقاته من موضعه ، حتى أهل مكة يهلون منها لحجهم ، ويهلون للعمرة من الحل .

في هذا الكلام فصلان :

أحدهما : في غير المكي إذا كان مسكنه دون الميقات إلى مكة فإنه يهل من أهله ؛ لقول رسول الله - - صلى الله عليه وسلم - - في حديث ابن عباس : ( فمن كان دونهن فمهله من أهله ، وكذلك حتى أهل مكة يهلون منها أي ومثل هذا الذي قلت يفعل هؤلاء حتى أهل مكة .

قال أحمد : فمن كان منزله بالجحفة أهل منها ، وكذلك كل من كان دون الجحفة إلى مكة أهل من موضعه حتى أهل مكة يهلون من مكة .

فإن كان في قرية : فله أن يحرم من الجانب الذي يلي مكة والجانب البعيد منها ، وإحرامه منه أفضل .

قال القاضي وابن عقيل وغيرهما : ويتوجه أن يكون إحرامه من منزله أفضل ؛ لأن استحباب الرجوع له إلى آخر القرية لا دليل عليه .

وإن كان في واد يقطعه عرضا فميقاته حذو مسكنه ، وإن كان في حلة .. من حلل البادية أحرم من حلته .

وهذا فيمن كان مستوطنا في مكان دون الميقات كأهل عسفان وجدة [ ص: 322 ] والطائف ، أو ثمت في بعض المياه فأنشأ قصد الحج من وطنه ، أو لم يكن مستوطنا ، بل أقام ببعض هذه الأمكنة لحاجة يقضيها فبدا له الحج منها ... ، أو لم يكن مقيما بل جاء مسافرا إليها لحاجة ثم بدا له الحج منها .

فأما إن كان بعض أهلها قد سافر إلى أبعد من الميقات ، ثم مر على الميقات مريدا للحج أو لمكة ... .

وإن سافر إلى أبعد من مسكنه دون الميقات ، وبدا له سفرا الحج من هناك بحيث يمر على أهله مرور مسافر للحج .

[ ص: 323 ] [ فأما إن عرض له هناك أنه إذا جاء أهله سافر للحج ] ... .

التالي السابق


الخدمات العلمية