صفحة جزء
قال المصنف رحمه الله تعالى : ( وأما دخان النجاسة إذا أحرقت ففيه وجهان ( أحدهما ) أنه نجس ; لأنها أجزاء متحللة من النجاسة فهو كالرماد ( والثاني ) : ليس بنجس ; لأنه بخار نجاسة فهو كالبخار الذي يخرج من الجوف ) .


( الشرح ) : الوجهان في نجاسة دخان النجاسة مشهوران ، ودليلهما مذكور في الكتاب ( أصحهما ) عند الأصحاب النجاسة وجمع الدخان دواخن ويقال في الدخان دخن أيضا بالفتح وبضم الدال وتشديد الخاء حكاهما الجوهري والبخار بضم الباء وهو هذا المرتفع كالدخان وسواء دخان الأعيان النجسة كالسرجين ودخان الزيت المتنجس ففي الجميع الوجهان ذكره البغوي .

( فرع ) قال صاحب الحاوي : إذا قلنا دخان النجاسة نجس فهل يعفى عنه ؟ فيه وجهان فإن قلنا : لا يعفى فحصل في التنور فإن مسحه بخرقة يابسة طهر وإن مسحه برطبة لم يطهر إلا بالغسل بالماء ، وقال صاحب البيان : قال أصحابنا : إذا قلنا بالنجاسة فعلق بالثوب فإن كان قليلا عفي عنه وإن كان كثيرا لم يطهر إلا بالغسل ، وإن سود التنور فألصق عليه الخبز قبل مسحه فظاهر أسفل الرغيف نجس هكذا ذكره الشيخ أبو حامد .

التالي السابق


الخدمات العلمية