صفحة جزء
قال المصنف رحمه الله تعالى : ( ويكره أن يصلي في مأوى الشيطان لما روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { اخرجوا من هذا الوادي فإن فيه شيطانا } فلم يصل فيه ) .


( الشرح ) الصلاة في مأوى الشيطان مكروهة بالاتفاق ، وذلك مثل [ ص: 168 ] مواضع الخمر والحانة ومواضع المكوس ونحوها من المعاصي الفاحشة ، والكنائس والبيع والحشوش ونحو ذلك ، فإن صلى في شيء من ذلك ولم يماس نجاسة بيده ولا ثوبه صحت صلاته مع الكراهة ، وهذا الحديث المذكور صحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : { عرسنا مع نبي الله صلى الله عليه وسلم فلم يستيقظ حتى طلعت الشمس فقال النبي صلى الله عليه وسلم ليأخذ كل رجل برأس راحلته فإن هذا موضع حضرنا فيه الشيطان } وذكر الحديث رواه مسلم وغيره .

واعلم أن بطون الأودية لا تكره فيها الصلاة كما لا تكره في غيرها ، وأما قول الغزالي تكره الصلاة في بطن الوادي فباطل أنكروه عليه ، وإنما كره الشافعي رحمه الله الصلاة في الوادي الذي نام فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصلاة لا في كل واد ، وقد قال بعض العلماء : لا تكره الصلاة في ذلك الوادي أيضا لأنا لا نتحقق بقاء ذلك الشيطان فيه والله أعلم ، ويستحب أن لا يصلي في موضع حضره فيه الشيطان لهذا الحديث .

التالي السابق


الخدمات العلمية