صفحة جزء
قال المصنف - رحمه الله تعالى - : ( ويكره أن يرفع بصره إلى السماء ; لما روى أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال { : ما بال أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء في الصلاة فاشتد قوله في ذلك حتى قال لينتهن عن ذلك أو لتنطفي أبصارهم } ويكره أن ينظر إلى ما يلهيه ; لما روت عائشة رضي الله عنها قالت : { كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي وعليه خميصة ذات أعلام فلما فرغ قال : ألهتني أعلام هذه اذهبوا بها إلى أبي جهم وأتوني بأنبجانيته } )


( الشرح ) حديث أنس رضي الله عنه رواه البخاري ، وحديث عائشة رواه البخاري ومسلم والخميصة كساء مربع من صوف ; وأبو جهم المذكور اسمه عامر بن حذيفة بن غانم القرشي العدوي المدني الصحابي ، قال الحاكم أبو أحمد : وقيل اسمه عبيد بن حذيفة والأنبجانية بفتح الهمزة وكسرها وبنون بعدها باء موحدة مفتوحة ومكسورة هي كساء غليظ لا علم له فإذا كان له علم فهو خميصة ، وفي ضبطه ومعناه كلام مشتهر وضحته في تهذيب الأسماء وأجوده ما ذكرته .

قال العلماء : في هذا الحديث الحث على حضور القلب في الصلاة وتدبر تلاوتها وأذكارها ومقاصدها من الانقياد والخضوع ومنع النظر من الامتداد إلى ما يشغل وإزالة كل ما يخاف إشغال القلب بسببه وكراهة تزويق محراب المسجد وحائطه ونقشه وغير ذلك من الشاغلات ، وفيه أن الصلاة تصح وإن حصل فيها فكر واشتغال قلب بغيرها ، وهذا بإجماع من يعتد به في الإجماع وهذان الحكمان اللذان ذكرهما المصنف متفق عليهما .

التالي السابق


الخدمات العلمية