صفحة جزء
قال المصنف رحمه الله تعالى ( الاعتكاف سنة [ حسنة ] ، لما روى أبي بن كعب وعائشة رضي الله عنها { أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان } وفي حديث عائشة " فلم يزل يعتكف حتى مات " ويجب بالنذر ، لما روت عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { من نذر أن يطيع الله فليطعه ، ومن نذر أن يعصيه فلا يعصه } ) .


( الشرح ) حديث عائشة الأول ، رواه البخاري ومسلم بزيادته المذكورة ، وحديث أبي بن كعب ، رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه بأسانيد صحيحة على شرط البخاري ومسلم ، أو مسلم فقط ، وثبت مثله في الصحيحين من رواية ابن عمر وآخرين من الصحابة .

( وأما ) حديث عائشة " من نذر أن يطيع الله " إلى آخره فرواه البخاري . [ ص: 501 ] أما الحكم ) فالاعتكاف سنة بالإجماع ولا يجب إلا بالنذر بالإجماع ، ويستحب الإكثار منه ، ويستحب ويتأكد استحبابه في العشر الأواخر من شهر رمضان للأحاديث السابقة هنا ، وفي الباب قبله في ليلة القدر لرجائها . قال الشافعي والأصحاب : ومن أراد الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم في الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان فينبغي أن يدخل المسجد قبل غروب الشمس ليلة الحادي والعشرين منه ، لكي لا يفوته شيء منه ، يخرج بعد غروب الشمس ليلة العيد ، سواء تم الشهر أو نقص ، والأفضل أن يمكث ليلة العيد في المسجد حتى يصلي فيه صلاة العيد ، أو يخرج منه إلى المصلى لصلاة العيد إن صلوها في المصلى . .

التالي السابق


الخدمات العلمية