صفحة جزء
( 1289 ) مسألة : قال : ( وإذا زالت الشمس يوم الجمعة صعد الإمام على المنبر ) المستحب إقامة الجمعة بعد الزوال ; لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفعل ذلك . قال مسلمة بن الأكوع : { كنا نجمع مع النبي صلى الله عليه وسلم إذا زالت الشمس ، ثم نرجع نتتبع الفيء } . متفق عليه وعن أنس ، أن النبي صلى الله عليه وسلم { كان يصلي الجمعة حين تميل الشمس . } أخرجه البخاري .

ولأن في ذلك خروجا من الخلاف ، فإن علماء الأمة اتفقوا على أن ما بعد الزوال وقت للجمعة ، وإنما الخلاف فيما قبله . ولا فرق في استحباب إقامتها عقيب الزوال بين شدة الحر ، وبين غيره ; فإن الجمعة يجتمع لها الناس ، فلو انتظروا الإبراد شق عليهم ، وكذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعلها إذا زالت الشمس في الشتاء والصيف على ميقات واحد .

ويستحب أن يصعد للخطبة على منبر ليسمع الناس ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب الناس على منبره . وقال سهل بن سعد : { أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى فلانة - امرأة سماها سهل - أن مري غلامك النجار يعمل لي أعوادا أجلس عليهن إذا كلمت الناس } متفق عليه . وقالت أم هشام بنت حارثة بن النعمان : { ما أخذت ق إلا عن لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها كل جمعة على المنبر إذا خطب الناس } .

وليس [ ص: 71 ] ذلك واجبا ، فلو خطب على الأرض ، أو على ربوة ، أو وسادة ، أو على راحلته ، أو غير ذلك ، جاز ; فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد كان قبل أن يصنع المنبر يقوم على الأرض ا هـ . ( 1290 ) فصل : ويستحب أن يكون المنبر على يمين القبلة ; لأن النبي صلى الله عليه وسلم هكذا صنع .

التالي السابق


الخدمات العلمية