صفحة جزء
( 1406 ) فصل : ويستحب أن يخرج إلى العيد ماشيا ، وعليه السكينة والوقار ، كما ذكرنا في الجمعة . وممن استحب المشي عمر بن عبد العزيز ، والنخعي ، والثوري والشافعي ، وغيرهم ; لما روي { أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يركب في عيد ولا جنازة } .

وروى ابن عمر ، { أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخرج إلى العيد ماشيا ، ويرجع ماشيا } . رواه ابن ماجه . وقال علي رضي الله عنه : من السنة أن يأتي العيد ماشيا . رواه الترمذي ، وقال : حديث حسن وإن كان له عذر ، وكان مكانه بعيدا فركب ، فلا بأس . قال أحمد : رحمه الله نحن نمشي ومكاننا قريب ، وإن بعد ذلك عليه فلا بأس أن يركب .

قال : حدثنا سعيد ، حدثنا الوليد بن مسلم ، عن عبد الله بن العلاء بن زبير ، أنه سمع عمر بن عبد العزيز على المنبر يوم الجمعة يقول : إن الفطر غدا ، فامشوا إلى مصلاكم ، فإن ذلك كان يفعل ، ومن كان من أهل القرى فليركب ، فإذا جاء المدينة فليمش إلى المصلى .

( 1407 ) فصل : ويكبر في طريق العيد ، ويرفع صوته بالتكبير ، وهو معنى قول الخرقي : " مظهرين للتكبير " . قال أحمد : يكبر جهرا إذا خرج من بيته حتى يأتي المصلى . روي ذلك عن علي وابن عمر ، وأبي أمامة ، وأبي رهم ، وناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم . وهو قول عمر بن عبد العزيز ، وأبان بن عثمان وأبي بكر بن محمد .

وفعله النخعي ، وسعيد بن جبير ، وعبد الرحمن بن أبي ليلى . وبه قال الحكم ، وحماد ، ومالك ، وإسحاق ، وأبو ثور ، وابن المنذر . وقال أبو حنيفة : يكبر يوم الأضحى ، ولا يكبر يوم الفطر ; لأن ابن عباس سمع التكبير يوم الفطر ، فقال : ما شأن الناس ؟ فقيل : يكبرون . فقال : أمجانين الناس ؟ وقال إبراهيم : إنما يفعل ذلك الحواكون .

ولنا ، أنه فعل من ذكرنا من الصحابة رضي الله عنهم ، وقولهم . قال نافع : كان ابن عمر يكبر يوم العيد في الأضحى والفطر ، ويكبر ويرفع صوته . وقال أبو جميلة : رأيت عليا ، رضي الله عنه خرج يوم العيد ، فلم يزل يكبر حتى انتهى إلى الجبانة . فأما ابن عباس فكان يقول : يكبرون مع الإمام ، ولا يكبرون وحدهم . وهذا خلاف مذهبهم .

وإذا ثبت هذا فإنه يكبر حتى يأتي المصلى ; لما ذكرنا عن علي رضي الله عنه وغيره . قال الأثرم : قيل لأبي عبد الله في الجهر بالتكبير حتى يأتي المصلى ، أو حتى يخرج الإمام ؟ قال : حتى يأتي المصلى . وقال القاضي : فيه رواية أخرى : حتى يخرج الإمام .

التالي السابق


الخدمات العلمية