صفحة جزء
( 1475 ) مسألة ; ( قال : فيصلي بهم ركعتين ) لا نعلم بين القائلين بصلاة الاستسقاء خلافا في أنها ركعتان ، واختلفت الرواية في صفتها ، فروي أنه يكبر فيهما كتكبير العيد سبعا في الأولى ، وخمسا في الثانية . وهو قول سعيد بن المسيب ، وعمر بن عبد العزيز ، وأبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم ، وداود ، والشافعي . وحكي عن ابن عباس ; وذلك لقول ابن عباس في حديثه : وصلى ركعتين ، كما كان يصلي في العيد .

وروى جعفر بن محمد ، عن أبيه { ، أن النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر ، وعمر ، كانوا يصلون صلاة الاستسقاء ، يكبرون فيها [ ص: 149 ] سبعا وخمسا } . والرواية الثانية ، أنه يصلي ركعتين كصلاة التطوع . وهو مذهب مالك ، والأوزاعي ، وأبي ثور ، وإسحاق ; لأن عبد الله بن زيد قال : استسقى النبي صلى الله عليه وسلم فصلى ركعتين ، وقلب رداءه . متفق عليه .

وروى أبو هريرة نحوه . ولم يذكر التكبير ، وظاهره أنه لم يكبر ، وهذا ظاهر كلام الخرقي ، وكيفما فعل كان جائزا حسنا . وقال أبو حنيفة : لا تسن الصلاة للاستسقاء ، ولا الخروج لها ; لأن النبي صلى الله عليه وسلم { استسقى على المنبر يوم الجمعة ، ولم يصل لها } ، واستسقى عمر بالعباس ولم يصل .

وليس هذا بشيء ، فإنه قد ثبت بما رواه عبد الله بن زيد ، وابن عباس ، وأبو هريرة أنه خرج وصلى ، وما ذكروه لا يعارض ما رووه ، لأنه يجوز الدعاء بغير صلاة ، وفعل النبي صلى الله عليه وسلم لما ذكروه لا يمنع فعل ما ذكرناه ، بل قد فعل النبي صلى الله عليه وسلم الأمرين . قال ابن المنذر : ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى صلاة الاستسقاء ، وخطب . وبه قال عوام أهل العلم إلا أبا حنيفة ، وخالفه أبو يوسف ، ومحمد بن الحسن ، فوافقا سائر العلماء ، والسنة يستغنى بها عن كل قول .

ويسن أن يجهر بالقراءة ; لما روى عبد الله بن زيد ، قال { : خرج النبي صلى الله عليه وسلم يستسقي ، فتوجه إلى القبلة يدعو ، وحول رداءه ، ثم صلى ركعتين ، جهر فيهما بالقراءة } . متفق عليه . وإن قرأ فيهما ب { سبح اسم ربك الأعلى } ، و { هل أتاك حديث الغاشية } فحسن لقول ابن عباس : صلى ركعتين ، كما كان يصلي في العيد .

وروى ابن قتيبة ، في " غريب الحديث " ، بإسناده عن أنس ، { أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج للاستسقاء ، فتقدم فصلى بهم ركعتين ، يجهر فيهما بالقراءة ، وكان يقرأ في العيدين والاستسقاء ، في الركعة الأولى بفاتحة الكتاب ، و " سبح اسم ربك الأعلى " وفي الركعة الثانية بفاتحة الكتاب ، و " هل أتاك حديث الغاشية " } .

التالي السابق


الخدمات العلمية