صفحة جزء
( 1489 ) مسألة ; قال : ( وإن خرج معهم أهل الذمة لم يمنعوا وأمروا أن يكونوا منفردين عن المسلمين ) وجملته أنه لا يستحب إخراج أهل الذمة ; لأنهم أعداء الله الذين كفروا به ، وبدلوا نعمته كفرا ، فهم بعيدون من الإجابة ، وإن أغيث المسلمون فربما قالوا : هذا حصل بدعائنا وإجابتنا .

وإن خرجوا لم يمنعوا ; لأنهم يطلبون أرزاقهم من ربهم ، فلا يمنعون من ذلك ، ولا يبعد أن يجيبهم الله تعالى ; لأنه قد ضمن أرزاقهم في الدنيا ، كما ضمن أرزاق المؤمنين ، ويؤمروا بالانفراد عن المسلمين ; لأنه لا يؤمن أن يصيبهم عذاب ، فيعم من حضرهم ، فإن قوم عاد استسقوا ، فأرسل الله عليهم ريحا صرصرا ، فأهلكتهم . فإن قيل : فينبغي أن يمنعوا الخروج يوم يخرج المسلمون ; لئلا يظنوا أن ما حصل من السقيا بدعائهم .

قلنا : ولا يؤمن أن يتفق نزول الغيث يوم يخرجون وحدهم ، فيكون أعظم لفتنتهم ، وربما افتتن غيرهم بهم .

التالي السابق


الخدمات العلمية