صفحة جزء
( 159 ) فصل : ولا يجب الترتيب بينهما وبين غسل بقية الوجه ; لأنهما من أجزائه ، ولكن المستحب أن يبدأ بهما قبل الوجه ; لأن كل من وصف وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر أنه بدأ بهما إلا شيئا نادرا . وهل يجب الترتيب والموالاة بينهما وبين سائر الأعضاء غير الوجه ؟ على روايتين : إحداهما تجب ، وهو ظاهر كلام الخرقي لأنهما من الوجه ، فوجب غسلهما قبل غسل اليدين للآية ، وقياسا على سائر أجزائه .

والثانية : لا تجب ، بل لو تركهما في وضوئه وصلى تمضمض واستنشق وأعاد الصلاة ولم يعد الوضوء ; لما روى المقدام بن معدي كرب ، { أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتي بوضوء ، فغسل كفيه ثلاثا ، ثم غسل وجهه ثلاثا ، ثم غسل ذراعيه ثلاثا ، ثم تمضمض واستنشق . } رواه أبو داود ; ولأن وجوبهما بغير القرآن ، وإنما وجب الترتيب بين الأعضاء المذكورة ; لأن في الآية ما يدل على إرادة الترتيب . ولم يوجد ذلك فيهما .

قيل لأحمد فنسي المضمضة وحدها ؟ قال : الاستنشاق عندي آكد ، وذلك لصحة الأخبار الواردة فيه بخصوصه . قال أصحابنا : وهل يسميان فرضا مع وجوبهما ؟ على روايتين . وهذا ينبني على اختلاف الروايتين في الواجب ، هل يسمى فرضا أو لا ؟ والصحيح : أنه يسمى فرضا ، فيسميان هاهنا فرضا ، والله أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية