صفحة جزء
( 174 ) فصل : والأذنان من الرأس ، فقياس المذهب وجوب مسحهما مع مسحه . وقال الخلال كلهم حكوا عن أبي عبد الله فيمن ترك مسحهما عامدا أو ناسيا ، أنه يجزئه ; وذلك لأنهما تبع للرأس ، لا يفهم من إطلاق اسم الرأس دخولهما فيه ، ولا يشبهان بقية أجزاء الرأس ، ولذلك لم يجزه مسحهما عن مسحه عند من اجتزأ بمسح بعضه ، والأولى مسحهما معه ; لأن النبي صلى الله عليه وسلم مسحهما مع رأسه ، فروت { الربيع ، أنها رأت النبي صلى الله عليه وسلم مسح رأسه ، ما أقبل منه وما أدبر وصدغيه وأذنيه مرة واحدة . }

وروى ابن عباس ، { أن النبي صلى الله عليه وسلم مسح رأسه وأذنيه ظاهرهما وباطنهما . } وقال الترمذي : حديث ابن عباس وحديث الربيع صحيحان . وروى المقدام بن معدي كرب . { أن النبي صلى الله عليه وسلم مسح برأسه وأذنيه ، وأدخل إصبعيه في صماخي أذنيه . } رواه أبو داود . فيستحب أن يدخل سبابتيه في صماخي أذنيه ، ويمسح ظاهر أذنيه بإبهاميه . ولا يجب مسح ما استتر بالغضاريف ; لأن الرأس الذي هو الأصل لا يجب مسح ما استتر منه بالشعر ، والأذن أولى .

التالي السابق


الخدمات العلمية