( 1865 ) فصل : 
وحكم إقطاع هذه الأرض حكم بيعها في أن ما كان من 
 nindex.php?page=showalam&ids=2عمر  ، أو مما كان قبل مائة سنة ، فهو لأهله . وما كان بعدها ، ضرب عليه ، كما فعل 
المنصور ،  إلا أن يكون بغير إذن الإمام ، فيكون باطلا ، وذكر 
ابن عائذ  ، في كتابه ، بإسناده عن 
سليمان بن عتبة  ، أن أمير المؤمنين 
عبد الله بن محمد    - أظنه 
المنصور    - سأله في مقدمه 
الشام  ، سنة ثلاث أو أربع وخمسين ، عن سبب الأرضين التي بأيدي أبناء الصحابة ، يذكرون أنها قطائع لآبائهم قديمة . فقلت : يا أمير المؤمنين ، إن الله تعالى لما أظهر المسلمين على بلاد 
الشام  ، وصالحوا أهل 
دمشق  وأهل 
حمص  ، كرهوا أن يدخلوها دون أن يتم ظهورهم ، وإثخانهم في عدو الله ، فعسكروا في 
مرج بردى  ، بين المزة إلى 
مرج شعبان  ، وجنبتي بردى مروج كانت مباحة فيما بين أهل 
دمشق  وقراها ، ليست لأحد منهم ، فأقاموا بها حتى أوطأ الله بهم المشركين قهرا وذلا ، فأحيا كل قوم محلتهم ، وهيئوا بها بناء ، فبلغ ذلك 
 nindex.php?page=showalam&ids=2عمر  ، فأمضاه لهم ، وأمضاه 
 nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان  من بعده إلى ولاية أمير المؤمنين . قال : وقد أمضيناه لهم . وعن 
الأحوص بن حكيم  ، أن المسلمين الذين فتحوا 
حمص  لم يدخلوها ، بل عسكروا على 
نهر الأربد  ، فأحيوه ، فأمضاه لهم 
 nindex.php?page=showalam&ids=2عمر   nindex.php?page=showalam&ids=7وعثمان  ، وقد كان منهم أناس تعدوا إذ ذاك إلى جسر الأربد ، الذي على باب الرستن ، فعسكروا في مرجه مسلحة لمن خلفهم من المسلمين فلما بلغهم ما أمضاه  
[ ص: 312 ]  nindex.php?page=showalam&ids=2عمر  للمعسكرين على 
نهر الأربد  ، سألوا أن يشركوهم في تلك القطائع ، وكتبوا إلى 
 nindex.php?page=showalam&ids=2عمر  فيه ، فكتب أن يعوضوا مثله من المروج التي كانوا عسكروا فيها على باب الرستن ، فلم تزل تلك القطائع على شاطئ الأربد ، وعلى باب 
حمص  ، وعلى باب الرستن ، ماضية لأهلها ، لا خراج عليها ، تؤدي العشر . ( 1866 ) فصل : وهذا الذي ذكرناه في الأرض المغلة ، أما 
المساكن فلا بأس بحيازتها وبيعها وشرائها وسكناها . قال 
 nindex.php?page=showalam&ids=12074أبو عبيد  ما علمنا أحدا كره ذلك ، وقد اقتسمت 
الكوفة  خططا في زمن 
 nindex.php?page=showalam&ids=2عمر  رضي الله عنه بإذنه ، 
والبصرة  ، وسكنهما أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكذلك 
الشام  ومصر  وغيرهما من البلدان ، فما عاب ذلك أحد ولا أنكره .