صفحة جزء
( 2030 ) فصل : ومن أصبح بين أسنانه طعام ; لم يخل من حالين : أحدهما ; أن يكون يسيرا لا يمكنه لفظه ، فازدرده ، فإنه لا يفطر به ; لأنه لا يمكن التحرز منه ، فأشبه الريق ، قال ابن المنذر : أجمع على ذلك أهل العلم . الثاني ، أن يكون كثيرا يمكن لفظه ، فإن لفظه فلا شيء عليه ، وإن ازدرده عامدا ، فسد صومه في قول أكثر أهل العلم . وقال أبو حنيفة : لا يفطر ; لأنه لا بد له أن يبقى بين أسنانه شيء مما يأكله ، فلا يمكن التحرز منه ، فأشبه ما يجري به الريق . ولنا أنه بلع طعاما يمكنه لفظه باختياره ، ذاكرا لصومه ، فأفطر به ، كما لو ابتدأ الأكل ، ويخالف ما يجري به الريق ، فإنه لا يمكنه لفظه . فإن قيل : يمكنه أن يبصق . قلنا : لا يخرج جميع الريق ببصاقه ، وإن منع من ابتلاع ريقه كله لم يمكنه .

التالي السابق


الخدمات العلمية