صفحة جزء
( 2129 ) الفصل الثاني ، في تعجيل الفطر وفيه أمور ثلاثة ; أحدها ، في استحبابه . وهو قول أكثر أهل العلم ; لما روى سهل بن سعد الساعدي ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { لا تزال أمتي بخير ما عجلوا الفطر } . متفق عليه . وعن أبي عطية ، قال : { دخلت أنا ومسروق على عائشة ، فقال مسروق : رجلان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدهما يعجل الإفطار ويعجل المغرب ، والآخر يؤخر الإفطار ويؤخر المغرب ؟ قالت : من الذي يعجل الإفطار ويعجل المغرب ؟ قال : عبد الله . قالت : هكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع . رواه } مسلم . وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { يقول الله تعالى : أحب عبادي إلي أسرعهم فطرا } . قال الترمذي : هذا حديث حسن غريب .

وقال أنس : { ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي حتى يفطر ، ولو على شربة من ماء } . رواه ابن عبد البر . الثاني : فيما يفطر عليه يستحب أن يفطر على رطبات ، فإن لم يكن فعلى تمرات ، فإن لم يكن فعلى الماء ; لما روى أنس ، قال : { كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفطر على رطبات قبل أن يصلي ، فإن لم يكن فعلى تمرات ، فإن لم يكن تمرات حسا حسوات من ماء . } رواه أبو داود ، والأثرم ، والترمذي ، وقال : حديث حسن غريب .

وعن سليمان بن عامر ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر ، فإن لم يجد فليفطر على الماء ، فإنه طهور } . أخرجه أبو داود ، والترمذي ، وقال : حديث حسن صحيح .

التالي السابق


الخدمات العلمية