صفحة جزء
( 2141 ) مسألة : قال : ( وأيام البيض التي حض رسول الله صلى الله عليه وسلم على صيامها ، هي الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر ) وجملة ذلك أن صيام ثلاثة أيام من كل شهر مستحب ، لا نعلم فيه خلافا . وقد روى أبو هريرة ، قال : { أوصاني خليلي بثلاث : صيام ثلاثة أيام من كل شهر ، وركعتي الضحى ، وأن أوتر قبل أن أنام } . وعن عبد الله بن عمرو ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له : { صم من الشهر ثلاثة أيام ; فإن الحسنة بعشر أمثالها ، وذلك مثل صيام الدهر } . متفق عليهما .

ويستحب أن يجعل هذه الثلاثة أيام البيض ; لما روى أبو ذر ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { يا أبا ذر ، إذا صمت من الشهر فصم ثلاث عشرة ، وأربع عشرة ، وخمس عشرة } . أخرجه الترمذي ، وقال : حديث حسن . وروى النسائي ، أن النبي صلى الله عليه وسلم { قال لأعرابي : كل . قال : إني صائم . قال : صوم ماذا ؟ قال : صوم ثلاثة أيام من الشهر . قال : إن كنت صائما فعليك بالغر البيض ; ثلاث عشرة ، وأربع عشرة ، وخمس عشرة } . وعن ملحان القيسي ، قال : { كان رسول الله عليه السلام يأمرنا أن نصوم البيض ; ثلاث عشرة ، وأربع عشرة ، وخمس عشرة . وقال : هو كهيئة الدهر } . أخرجه أبو داود . وسميت أيام البيض لابيضاض ليلها كله بالقمر ، والتقدير : أيام الليالي البيض . وقيل : إن الله تاب على آدم فيها ، وبيض صحيفته . ذكره أبو الحسن التميمي . ( 2142 )

فصل : ويجب على الصائم أن ينزه صومه عن الكذب والغيبة والشتم . قال أحمد : ينبغي للصائم أن يتعاهد صومه من لسانه ، ولا يماري ، ويصون صومه ، كانوا إذا صاموا قعدوا في المساجد ، وقالوا : نحفظ صومنا . ولا يغتاب أحدا ، ولا يعمل عملا يجرح به صومه . وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { من لم يدع قول الزور ، والعمل به ، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه } . وقال أبو هريرة : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قال الله تعالى : { كل عمل ابن آدم له ، إلا الصيام ، فإنه لي ، وأنا أجزي به ، الصيام جنة ، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ، ولا يصخب ، فإن سابه أحد أو قاتله ، فليقل : إني امرؤ صائم . والذي نفس محمد بيده ، لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك ، للصائم فرحتان يفرحهما ، إذا أفطر فرح ، وإذا لقي ربه فرح بصومه } . متفق عليهما .

التالي السابق


الخدمات العلمية