صفحة جزء
( 2448 ) مسألة : قال : أبو القاسم ، رحمه الله : ( فإذا دخل المسجد ، فالاستحباب له أن يدخل من باب بني شيبة ، فإذا رأى البيت رفع يديه وكبر ) إنما استحب دخول المسجد من باب بني شيبة ; لأن النبي صلى الله عليه وسلم دخل منه ، وفي حديث جابر ، الذي رواه مسلم وغيره ، { أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل مكة ارتفاع الضحى ، وأناخ راحلته عند باب بني شيبة ، ودخل المسجد } . ويستحب رفع اليدين عند رؤية البيت . روي ذلك عن ابن عمر ، وابن عباس . وبه قال الثوري ، وابن المبارك ، والشافعي ، وإسحاق .

وكان مالك لا يرى رفع اليدين ; لما روي عن المهاجر المكي ، قال : سئل جابر بن عبد الله ، عن الرجل يرى البيت ، أيرفع يديه ؟ قال : ما كنت أظن أحدا يفعل هذا إلا اليهود ، حججنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يكن يفعله . رواه النسائي .

ولنا ، ما روى أبو بكر بن المنذر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : { لا ترفع الأيدي إلا في سبع مواطن : افتتاح الصلاة ، واستقبال البيت ، وعلى الصفا والمروة ، وعلى الموقفين والجمرتين } . وهذا من قول النبي صلى الله عليه وسلم وذاك من قول جابر ، وخبره عن ظنه وفعله ، وقد خالفه ابن عمر ، وابن عباس . ولأن الدعاء مستحب عند رؤية البيت ، وقد أمر برفع اليدين عند الدعاء .

التالي السابق


الخدمات العلمية