صفحة جزء
( 432 ) فصل : والمجزئ في المسح أن يمسح أكثر مقدم ظاهره خطوطا بالأصابع ، وقال الشافعي : يجزئه أقل ما يقع عليه اسم المسح ; لأنه أطلق لفظ المسح ، ولم ينقل فيه تقدير ، فوجب الرجوع إلى ما يتناوله الاسم . وقال أبو حنيفة : يجزئه قدر ثلاث أصابع ; لقول الحسن : سنة المسح خطط بالأصابع . فينصرف إلى سنة النبي صلى الله عليه وسلم وأقل لفظ الجمع ثلاث ، ولنا أن لفظ المسح ورد مطلقا ، وفسره النبي بفعله ، فيجب الرجوع إلى تفسيره ، وقد روى الخلال ، بإسناده ، عن المغيرة بن شعبة ، فذكر وضوء النبي صلى الله عليه وسلم قال : ثم { توضأ ، ومسح على الخفين ، فوضع يده اليمنى على خفه الأيمن ، ووضع يده اليسرى على خفه الأيسر ، ثم مسح أعلاهما مسحة واحدة ، حتى كأني أنظر إلى أثر أصابعه على الخفين } .

قال ابن عقيل : سنة المسح هكذا ، أن يمسح خفيه بيديه اليمنى لليمنى واليسرى لليسرى ، وقال أحمد : كيفما فعله فهو جائز ، باليد الواحدة أو باليدين ، وقول الحسن ، مع ما ذكرنا ، لا يتنافيان .

التالي السابق


الخدمات العلمية