( 4278 ) فصل : فأما 
الأجير الخاص فهو الذي يستأجر مدة ، فلا ضمان عليه ، ما لم يتعد   . قال 
 nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد  ، في رواية 
مهنا  ، في 
رجل أمر غلامه يكيل لرجل بزرا ، فسقط الرطل من يده ، فانكسر   : لا ضمان عليه . فقيل : أليس هو بمنزلة القصار ؟ قال : لا ، القصار مشترك . قيل : فرجل 
اكترى رجلا يستقي ماء ، فكسر الجرة ؟ فقال : لا ضمان عليه . قيل له : فإن 
اكترى رجلا يحرث له على بقرة ، فكسر الذي يحرث به 
قال : فلا ضمان عليه . وهذا مذهب 
 nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك  ، 
 nindex.php?page=showalam&ids=11990وأبي حنيفة  وأصحابه . وظاهر مذهب 
 nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي  وله قول آخر : أن جميع الأجراء يضمنون . وروى في مسنده ، عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=8علي  رضي الله عنه أنه كان يضمن الأجراء ، ويقول : لا يصلح الناس إلا هذا .  
[ ص: 307 ] ولنا أن عمله غير مضمون عليه ، فلم يضمن ما تلف به ، كالقصاص وقطع يد السارق . وخبر 
 nindex.php?page=showalam&ids=8علي  مرسل ، والصحيح فيه أنه كان يضمن الصباغ والصواغ 
، وإن روي مطلقا ، حمل على هذا فإن المطلق يحمل على المقيد . ولأن الأجير الخاص نائب عن المالك في صرف منافعه إلى ما أمره به ، فلم يضمن من غير تعد ، كالوكيل والمضارب . فأما ما يتلف بتعديه ، فيجب ضمانه ، مثل الخباز الذي يسرف في الوقود ، أو يلزقه قبل وقته ، أو يتركه بعد وقته حتى يحترق ; لأنه تلف بتعديه ، فضمنه ، كغير الأجير .