صفحة جزء
( 4346 ) فصل : وما نضب عنه الماء من الجزائر ، لم يملك بالإحياء . قال أحمد ، في رواية العباس بن موسى : إذا نضب الماء عن جزيرة إلى فناء رجل لم يبن فيها ; لأن فيه ضررا ، وهو أن الماء يرجع . يعني أنه يرجع إلى ذلك المكان ، فإذا وجده مبنيا ، رجع إلى الجانب الآخر ، فأضر بأهله . ولأن الجزائر منبت الكلأ والحطب ، فجرت مجرى المعادن الظاهرة ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : { لا حمى في الأراك } . وقال أحمد ، في رواية حرب : يروى عن عمر ، أنه أباح الجزائر

يعني أباح ما ينبت في الجزائر من النبات ، وقال : إذا نضب الفرات عن شيء ، ثم نبت فيه نبات ، فجاء رجل فمنع الناس منه ، فليس له ذلك . فأما إن غلب الماء على ملك إنسان ، ثم عاد فنضب عنه ، فله أخذه ، فلا يزول ملكه بغلبة الماء عليه . وإن كان ما نضب عنه الماء لا ينتفع به أحد ، فعمره رجل عمارة لا ترد الماء ، مثل أن يجعله مزرعة ، فهو أحق به من غيره ; لأنه متحجر لما ليس لمسلم فيه حق ، فأشبه التحجر في الموات .

التالي السابق


الخدمات العلمية