صفحة جزء
[ ص: 222 ] الصلاة في اللغة الدعاء ، قال الله تعالى { وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم } أي ادع لهم ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم { إذا دعي أحدكم فليجب ، فإن كان مفطرا فليطعم ، وإن كان صائما فليصل } . وقال الشاعر :

تقول بنتي وقد قربت مرتحلا يا رب جنب أبي الأوصاب والوجعا     عليك مثل الذي صليت فاغتمضي
نوما فإن لجنب المرء مضطجعا

وهي في الشرع عبارة عن الأفعال المعلومة ، فإذا ورد في الشرع أمر بصلاة أو حكم معلق عليها ، انصرف بظاهره إلى الصلاة الشرعية .

وهي واجبة بالكتاب والسنة والإجماع ; أما الكتاب فقول الله تعالى { : وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة } وأما السنة فما روى ابن عمر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال { : بني الإسلام على خمس ; شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وصيام رمضان ، وحج البيت من استطاع إليه سبيلا } . متفق عليه مع آي وأخبار كثيرة ، نذكر بعضها في غير هذا الموضع ، إن شاء الله تعالى .

وأما الإجماع فقد أجمعت الأمة على وجوب خمس صلوات في اليوم والليلة .

( 513 ) فصل : والصلوات المكتوبات خمس في اليوم والليلة ولا خلاف بين المسلمين في وجوبها ، ولا يجب غيرها إلا لعارض من نذر أو غيره هذا قول أكثر أهل العلم وقال أبو حنيفة : الوتر واجب ; لما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال { : إن الله قد زادكم صلاة وهي الوتر } وهذا يقتضي وجوبه . وقال عليه السلام { الوتر حق } رواه ابن ماجه

، ولنا ما روى ابن شهاب عن أنس بن مالك ، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { فرض الله على أمتي خمسين صلاة } فذكر الحديث ، إلى أن قال { فرجعت إلى ربي ، فقال : هي خمس وهي خمسون ، ما يبدل القول لدي } متفق عليه وعن عبادة بن الصامت قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول { خمس صلوات افترضهن الله على عباده ، فمن جاء بهن لم ينقص منهن شيئا استخفافا بهن ، فإن الله جاعل له يوم القيامة عهدا أن يدخله الجنة ، ومن جاء بهن وقد نقص منهن شيئا ، لم يكن له عند الله عهد ، إن شاء عذبه ، وإن شاء غفر له } وروي عن [ ص: 223 ] طلحة بن عبيد الله ، { أن أعرابيا أتى إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله : ماذا فرض الله علي من الصلاة قال : خمس صلوات قال : فهل علي غيرها ؟ قال : لا إلا أن تطوع شيئا فقال الرجل : والذي بعثك بالحق لا أزيد عليها ، ولا أنقص منها . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أفلح الرجل إن صدق } متفق عليه

وزيادة الصلاة يجوز أن تكون في السنن ، فلا يتعين كونها فرضا ; ولأنها صلاة تصلى على الراحلة من غير ضرورة ، فكانت نافلة كالسنن الرواتب .

التالي السابق


الخدمات العلمية