صفحة جزء
( 532 ) فصل : وإذا سمع الأذان من ثقة عالم بالوقت ، فله تقليده ; لأن الظاهر أنه لا يؤذن إلا بعد دخول الوقت ، فجرى مجرى خبره ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم { المؤذن مؤتمن } رواه أبو داود ولولا أنه يقلد ويرجع إليه ما كان مؤتمنا ، وجاء عنه عليه السلام أنه قال : { خصلتان معلقتان في أعناق المؤذنين للمسلمين صلاتهم وصيامهم } رواه ابن ماجه . ولأن الآذان مشروع للإعلام بالوقت فلو لم يجز تقليد المؤذن لم تحصل الحكمة التي شرع الآذان من أجلها ، ولم يزل الناس يجتمعون في مساجدهم وجوامعهم في أوقات الصلاة ، فإذا سمعوا الآذان قاموا إلى الصلاة ، وبنوا على أذان المؤذن من غير اجتهاد في الوقت ، ولا مشاهدة ما يعرفونه من غير نكير ، فكان إجماعا .

التالي السابق


الخدمات العلمية