صفحة جزء
[ ص: 233 ] مسألة قال : ( وعماد القسم الليل ) لا خلاف في هذا ; وذلك لأن الليل للسكن والإيواء ، يأوي فيه الإنسان إلى منزله ، ويسكن إلى أهله ، وينام في فراشه مع زوجته عادة ، والنهار للمعاش ، والخروج ، والتكسب ، والاشتغال . قال الله تعالى { وجعل الليل سكنا } وقال تعالى : { وجعلنا الليل لباسا وجعلنا النهار معاشا } وقال { ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله } فعلى هذا يقسم الرجل بين نسائه ليلة وليلة ، ويكون في النهار في معاشه ، وقضاء حقوق الناس ، وما شاء مما يباح له ، إلا أن يكون ممن معاشه بالليل ، كالحراس ومن أشبههم ، فإنه يقسم بين نسائه بالنهار ، ويكون الليل في حقه كالنهار في حق غيره .

التالي السابق


الخدمات العلمية