( 5987 ) فصل : إذا 
قال : من بشرتني بقدوم أخي ، فهي طالق ، فبشرته إحداهن ، وهي صادقة ، طلقت ،  
[ ص: 361 ] وإن كانت كاذبة ، لم تطلق ; لأن التبشير خبر صدق ، يحصل به ما يغير البشرة من سرور أو غم . وإن أخبرته به أخرى ، لم تطلق ; لأن السرور إنما يحصل بالخبر الأول ، فإن كانت الأولى كاذبة ، والثانية صادقة ، طلقت الثانية ; لأن السرور إنما يحصل بخبرها ، فكان هو البشارة . وإن بشره بذلك اثنتان ، أو ثلاث ، أو الأربع في دفعة واحدة ، طلقن كلهن ; لأن " من " تقع على الواحد فما زاد ، قال الله تعالى : { 
فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره   } . وقال { 
ومن يقنت منكن لله ورسوله وتعمل صالحا نؤتها أجرها مرتين   } . 
ولو قال : من أخبرتني بقدوم أخي ، فهي طالق . فقال 
 nindex.php?page=showalam&ids=14953القاضي    : هو كالبشارة ، لا تطلق إلا المخبرة الأولى الصادقة دون غيرها ; لأن مراده خبر يحصل له به العلم بقدومه ، ولا يحصل ذلك بكذب ، ولا بغير الأول . ويحتمل أن تطلق كل مخبرة ، صادقة كانت أو كاذبة ، أولا كان أو غيره ; لأن الخبر يكون صدقا وكذبا ، وأولا ومكررا . وهو اختيار 
 nindex.php?page=showalam&ids=11851أبي الخطاب    . والأول قول 
 nindex.php?page=showalam&ids=14953القاضي    . ومذهب 
 nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي  على نحو هذا التفصيل .