( 6018 ) فصل : فإن 
قال : أنت طالق طلاقا . ونوى ثلاثا ، وقع ; لأنه صرح بالمصدر ، والمصدر يقع على القليل والكثير ، فقد نوى بلفظه ما يحتمله ، وإن نوى واحدة ، فهي واحدة ، وإن أطلق فهي واحدة ; لأنه اليقين . وإن قال : أنت طالق الطلاق . وقع ما نواه ، وإن لم ينو شيئا ، فحكى فيها 
 nindex.php?page=showalam&ids=14953القاضي  روايتين ; إحداهما : يقع الثلاث . نص عليها 
 nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد  ، في رواية 
مهنا    ; لأن الألف واللام للاستغراق ، فيقتضي استغراق الكل ، وهو ثلاث . والثانية ، إنها واحدة ; لأنه يحتمل أن تعود الألف واللام إلى معهود ، يريد الطلاق الذي أوقعته . ولأن اللام في أسماء الأجناس تستعمل لغير الاستغراق كثيرا ، كقوله : ومن أكره على الطلاق . وإذا عقل الصبي الطلاق . واغتسلت بالماء . وتيممت بالتراب . 
وقرأت العلم والحديث والفقه . هذا مما يراد به ذلك الجنس ، ولا يفهم منه الاستغراق ، فعند ذلك لا يحمل على التعميم ، إلا بنية صارفة إليه . وهكذا لو قال لامرأته : أنت الطلاق . فإن 
 nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد  قال : إن أراد ثلاثا ، فهي ثلاث ، وإن نوى واحدة ، فهي واحدة ، وإن لم ينو شيئا ، فكلام 
 nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد  يقتضي أن تكون ثلاثا ; لأنه إذا قال : أنت الطلاق . فهذا قد بين . أي شيء بقي . هي ثلاث . وهذا اختيار 
أبي بكر    . ويخرج فيها أنها واحدة ، بناء على المسألة قبلها . ووجه القولين ما تقدم ، ومما يبين أنه يراد بها الواحد قول الشاعر : 
فأنت الطلاق وأنت الطلاق وأنت الطلاق ثلاثا تماما 
فجعل المكرر ثلاثا ثلاثا ، ولو كان للاستغراق لكان ذلك تسعا .