( 6195 ) مسألة قال : ( والكفارة عتق رقبة مؤمنة سالمة من العيوب المضرة بالعمل ) في هذه المسألة ثلاث مسائل ( 6196 ) المسألة الأولى : أن 
كفارة المظاهر القادر على الإعتاق ، عتق رقبة ، لا يجزئه غير ذلك . بغير خلاف علمناه بين أهل العلم . 
والأصل في ذلك قول الله تعالى : { 
والذين يظاهرون من نسائهم ثم يعودون لما قالوا فتحرير رقبة من قبل أن يتماسا   } إلى قوله : { 
فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين من قبل أن يتماسا   } . { 
nindex.php?page=hadith&LINKID=116922وقول النبي صلى الله عليه وسلم لأوس بن الصامت  ، حين ظاهر من امرأته : يعتق رقبة . قلت : لا يجد . قال : فيصوم   } . وقوله 
لسلمة بن صخر  مثل ذلك . فمن وجد رقبة يستغني عنها ، أو وجد ثمنها فاضلا عن حاجته ، ووجدها به ، لم يجزئه إلا الإعتاق ; لأن وجود المبدل إذا منع الانتقال إلى البدل ، كانت القدرة على ثمنه تمنع الانتقال ، كالماء وثمنه ، يمنع الانتقال إلى التيمم . 
( 6197 ) المسألة الثانية : أنه 
لا يجزئه إلا عتق رقبة مؤمنة في كفارة الظهار ، وسائر الكفارات   . هذا  
[ ص: 18 ] ظاهر المذهب . وهو قول 
الحسن  ، 
 nindex.php?page=showalam&ids=16867ومالك  ، 
 nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي  ، 
وإسحاق  ، 
 nindex.php?page=showalam&ids=12074وأبي عبيد    . وعن 
 nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد  ، رواية ثانية ، أنه يجزئ فيما عدا كفارة القتل من الظهار وغيره ، عتق رقبة ذمية . وهو قول 
 nindex.php?page=showalam&ids=16568عطاء  ، 
 nindex.php?page=showalam&ids=12354والنخعي  ، 
 nindex.php?page=showalam&ids=16004والثوري  ، 
 nindex.php?page=showalam&ids=11956وأبي ثور  ، وأصحاب الرأي ، 
 nindex.php?page=showalam&ids=12918وابن المنذر    ; لأن الله تعالى أطلق الرقبة في هذه الكفارة ، فوجب أن يجزئ ما تناوله الإطلاق . 
ولنا ، ما روى { 
nindex.php?page=hadith&LINKID=35189معاوية بن الحكم  ، قال : كانت لي جارية ، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت : علي رقبة أفأعتقها ؟ فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : أين الله ؟ قالت : في السماء . قال : من أنا ؟ . قالت : أنت رسول الله . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أعتقها ; فإنها مؤمنة   } . أخرجه 
 nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم  ، 
 nindex.php?page=showalam&ids=15395والنسائي    . فعلل جواز إعتاقها عن الرقبة التي عليه بأنها مؤمنة ، فدل على أنه لا يجزئ عن الرقبة التي عليه إلا مؤمنة ، ولأنه تكفير بعتق ، فلم يجز إلا مؤمنة ، ككفارة القتل . والمطلق يحمل على المقيد من جهة القياس إذا وجد المعنى فيه ، ولا بد من تقييده ، فإنا أجمعنا على أنه لا يجزئ إلا رقبة سليمة من العيوب المضرة بالعمل ضررا بينا ، فالتقييد بالسلامة من الكفر أولى .