صفحة جزء
( 665 ) مسألة : قال ( ثم يستعيذ ) وجملة ذلك أن الاستعاذة قبل القراءة في الصلاة سنة . وبذلك قال الحسن وابن سيرين ، وعطاء ، والثوري ، والأوزاعي ، والشافعي ، وإسحاق وأصحاب الرأي . وقال مالك : لا يستعيذ ; لحديث أنس ولنا قول الله تعالى : { فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم } .

وعن أبي سعيد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم { أنه كان إذا قام إلى الصلاة استفتح ، ثم يقول : أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم ، من همزه ، ونفخه ، ونفثه } قال الترمذي : هذا أشهر حديث في الباب . وقال ابن المنذر جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم { أنه كان يقول قبل القراءة : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم } . وحديث أنس قد مضى جوابه .

وصفة الاستعاذة : أن يقول : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم . وهذا قول أبي حنيفة والشافعي ; لقول الله تعالى { فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم } وعن أحمد أنه يقول ; أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم ; لخبر أبي سعيد ولقول الله تعالى { فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم } وهذا متضمن لزيادة ، ونقل حنبل عنه : أنه يزيد بعد ذلك : إن الله هو السميع العليم . وهذا كله واسع ، وكيفما استعاذ فهو حسن ، ويسر الاستعاذة ، ولا يجهر بها ، لا أعلم فيه خلافا .

التالي السابق


الخدمات العلمية