صفحة جزء
( 731 ) فصل : ويكره الإقعاء ، وهو أن يفرش قدميه ، ويجلس على عقبيه . بهذا وصفه أحمد ، قال أبو عبيد : هذا قول أهل الحديث ، والإقعاء عند العرب : جلوس الرجل على أليتيه ناصبا فخذيه ، مثل إقعاء الكلب والسبع . ولا أعلم أحدا قال باستحباب الإقعاء على هذه الصفة ، فأما الأول فكرهه علي ، وأبو هريرة ، وقتادة ، ومالك ، والشافعي ، وأصحاب الرأي ، وعليه العمل عند أكثر أهل العلم . وفعله ابن عمر ، وقال : لا تقتدوا بي ، فإني قد كبرت .

وقد نقل مهنا عن أحمد أنه قال : لا أفعله ، ولا أعيب من فعله . وقال : العبادلة كانوا يفعلونه . وقال طاوس : رأيت العبادلة يفعلونه ابن عمر ، وابن عباس ، وابن الزبير . وعن ابن عباس ، أنه قال : من السنة أن تمس أليتاك قدميك . وقال طاوس { : قلنا لابن عباس في الإقعاء على القدمين في السجود ؟ فقال : هي السنة . قال : قلنا إنا لنراه جفاء بالرجل ، فقال : هي سنة نبيك } . رواه مسلم وأبو داود .

ولنا ، ما روى الحارث عن علي قال . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { : لا تقع بين السجدتين } . وعن أنس ، قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم { : إذا رفعت رأسك من السجود فلا تقع كما يقعي الكلب } . رواهما ابن ماجه . وفي صفة جلوس رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث أبي حميد : ثم ثنى رجله اليسرى ، وقعد عليها . وفي حديث عائشة { : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفترش رجله اليسرى ، وينصب اليمنى ، وينهى عن عقبة الشيطان } . وهذه الأحاديث أكثر وأصح ، فتكون أولى . وأما ابن عمر ، فإنه كان يفعل ذلك لكبره ، ويقول : لا تقتدوا بي .

التالي السابق


الخدمات العلمية