صفحة جزء
( 6957 ) مسألة : قال : ( وفي الصعر الدية ، والصعر : أن يضربه ، فيصير وجهه في جانب ) أصل الصعر ، داء يأخذ البعير في عنقه ، فيلتوي عنقه ، وقول الله تعالى : { ولا تصعر خدك للناس } . أي : لا تعرض عنهم بوجهك تكبرا ، كإمالة وجه البعير الذي به الصعر ، فمن جنى على إنسان جناية ، فعوج عنقه ، حتى صار وجهه في جانب ، فعليه دية كاملة ، روي ذلك عن زيد بن ثابت .

وقال الشافعي : ليس فيه إلا حكومة ; لأنه إذهاب جمال من غير منفعة . ولنا ما روى مكحول ، عن زيد بن ثابت ، أنه قال : وفي الصعر الدية . ولم يعرف له في الصحابة مخالف ، فكان إجماعا ، ولأنه أذهب الجمال والمنفعة ، فوجبت فيه دية كاملة ، كسائر المنافع . وقولهم : لم يذهب بمنفعته . غير صحيح ; فإنه لا يقدر على النظر أمامه ، واتقاء ما يحذره إذا مشى ، وإذا نابه أمر ، أو دهمه عدو ، لم يمكنه العلم به ، ولا اتقاؤه ، ولا يمكنه لي عنقه ليعرف ما يريد نظره ، ويتعرف ما ينفعه ويضره .

التالي السابق


الخدمات العلمية