صفحة جزء
( 779 ) فصل : ويستحب ذكر الله تعالى ، والدعاء عقيب صلاته ، ويستحب من ذلك ما ورد به الأثر ، مثل ما روى المغيرة ، قال : { كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في دبر كل صلاة مكتوبة : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك ، وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير ، اللهم لا مانع لما أعطيت ، ولا معطي لما منعت ، ولا ينفع ذا الجد منك الجد } . متفق عليه .

وقال ثوبان : { كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا انصرف من صلاته استغفر ثلاثا ، وقال : اللهم أنت السلام ، ومنك السلام ، تباركت يا ذا الجلال والإكرام } قال الأوزاعي : يقول : أستغفر الله ، أستغفر الله ، رواه مسلم . وقال أبو هريرة : { جاء الفقراء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : ذهب أهل الدثور من الأموال بالدرجات العلى والنعيم المقيم ، يصلون كما نصلي ، ويصومون كما نصوم ، ولهم فضل أموال ، يحجون بها ويعتمرون ، ويتصدقون ؟ فقال : ألا أحدثكم بحديث إن أخذتم به أدركتم من سبقكم ولم يدركم أحد بعدكم ، وكنتم خير من أنتم بين ظهرانيه إلا من عمل مثله ؟ تسبحون وتحمدون وتكبرون خلف كل صلاة ثلاثا وثلاثين . فاختلفنا بيننا . فقال بعضنا : نسبح ثلاثا وثلاثين ، ونحمد ثلاثا وثلاثين ، ونكبر أربعا وثلاثين . فرجعت إليه ، فقال : تقول : سبحان الله والحمد لله والله أكبر ، حتى يكون منهن كلهن ثلاث وثلاثون } قال أحمد ، في رواية أبي داود : يقول هكذا ولا يقطعه : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر . فإن عدل إلى غيره جاز ; لأنه قد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم غيره . رواه البخاري .

وروى مسلم ، والنسائي عن عبد الله بن الزبير ، أنه حدث على المنبر ، قال : { كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك ، وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير ، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، لا إله إلا الله ، ولا نعبد إلا إياه ، له النعمة والفضل والثناء الحسن الجميل ، لا إله إلا الله ، مخلصين له الدين ولو كره الكافرون . وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يهلل بهن في دبر الصلاة . } وعن سعد ، أنه كان يعلم بنيه هؤلاء الكلمات ، ويقول : { إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ بهن دبر كل صلاة : اللهم إني أعوذ بك من الجبن ، وأعوذ بك من البخل ، وأعوذ بك من أن أرد إلى أرذل العمر ، وأعوذ بك من فتنة الدنيا وعذاب القبر } . من الصحاح

، قال ابن عباس : إن { رفع الصوت بالذكر حين ينصرف الناس من المكتوبة كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم . فقال ابن عباس : كنت أعلم إذا انصرفوا بذلك إذا سمعته . } رواه البخاري ، ومسلم

التالي السابق


الخدمات العلمية