صفحة جزء
( 876 ) فصل : : ويستحب سجود الشكر عند تجدد النعم ، واندفاع النقم . وبه قال الشافعي ، وإسحاق ، وأبو ثور ، وابن المنذر . وقال النخعي ، ومالك ، وأبو حنيفة : يكره لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان في أيامه الفتوح ، واستسقى فسقي ، ولم ينقل أنه سجد ، ولو كان مستحبا لم يخل به .

ولنا ما روى ابن المنذر ، بإسناده عن أبي بكرة ، { أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أتاه أمر يسر به خر ساجدا } ، ورواه أبو داود ، ولفظه قال { : كان إذا أتاه أمر يسر به ، أو بشر به خر ساجدا ; شكرا لله } . وقال الترمذي : هذا حديث حسن غريب

. وسجد الصديق حين فتح اليمامة وعلي حين وجد ذا الثدية . وروي عن جماعة من الصحابة ، فثبت ظهوره وانتشاره فبطل ما قالوه ، وتركه تارة لا يدل على أنه ليس بمستحب ، فإن المستحب يفعل تارة ، ويترك أخرى . ويشترط لسجود الشكر ما يشترط لسجود التلاوة . والله أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية