صفحة جزء
( 1107 ) فصل : يستحب أن يقرأ القرآن في كل سبعة أيام ، ليكون له ختمة في كل أسبوع . قال عبد الله بن أحمد : كان أبي يختم القرآن في النهار في كل سبعة يقرأ في كل يوم سبعا ، لا يتركه نظرا . وقال حنبل : كان أبو عبد الله يختم من الجمعة إلى الجمعة . وذلك لما روي { أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعبد الله بن عمرو : اقرأ القرآن في سبع ، ولا تزيدن على ذلك } . رواه أبو داود ، وعن أوس بن حذيفة ، قال : { قلنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم : لقد أبطأت عنا الليلة . قال إنه طرأ علي حزبي من القرآن ، فكرهت أن أخرج حتى أتمه }

قال أوس سألت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم : كيف تحزبون القرآن ; قالوا : ثلاث وخمس ، وسبع ، وتسع وإحدى عشرة ، وثلاث عشرة ، وحزب المفصل وحده . رواه أبو داود . ويكره أن يؤخر ختمة القرآن أكثر من أربعين يوما { ; لأن النبي صلى الله عليه وسلم سأله عبد الله بن عمرو : في كم يختم القرآن ؟ قال : في أربعين يوما ثم قال : في شهر . ثم قال : في عشرين ثم قال : في خمس عشرة . ثم قال : في عشر . ثم قال : في سبع } . لم ينزل من سبع . أخرجه أبو داود . وقال أحمد : أكثر ما سمعت أن يختم القرآن في أربعين .

ولأن تأخيره أكثر من ذلك يفضي إلى نسيان القرآن والتهاون به ، فكان ما ذكرنا أولى ، وهذا إذا لم يكن له عذر ، فأما مع العذر فواسع له . ( 1108 ) فصل : وإن قرأه في ثلاث فحسن ; لما روي { عن عبد الله بن عمرو ، قال : قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم إن بي قوة قال : اقرأه في ثلاث } . رواه أبو داود فإن قرأه في أقل من ثلاث ، فقد روي عن أبي عبد الله أنه قال : أكره أن يقرأه في أقل من ثلاث .

وذلك لما روى عبد الله بن عمرو ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { : لا يفقه من قرأه في أقل من ثلاث } ، رواه أبو داود . وروي عن أحمد أن ذلك غير مقدر وهو على حسب ما يجد من النشاط والقوة ; لأن عثمان كان يختمه في ليلة ، وروي ذلك عن جماعة من السلف .

والترتيل أفضل من قراءة الكثير مع العجلة ; لأن الله تعالى قال : { ورتل القرآن ترتيلا } . وعن عائشة { أنها قالت : ولا أعلم نبي الله قرأ القرآن كله في ليلة } ، وعنها قالت : { كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يختم القرآن في أقل من ثلاث } . رواه أبو عبيد ، في " فضائل القرآن " وقال ابن مسعود : من قرأ القرآن في أقل من ثلاث ، فهذه كهذ الشعر ، ونثر كنثر الدقل .

التالي السابق


الخدمات العلمية