الصحوة الإسلامية بين الجحود والتطرف

الدكتور / يوسف القرضاوي

صفحة جزء
الفصل الأول

التطرف بين الحقيقة والاتهام

يقول علماء المنطق: الحكم على الشيء فرع عن تصوره، إذ لا يمكن الحكم على المجهول، كما لا يمكن الحكم على شيء مختلف في تحديد ماهيته، وتصوير حقيقته: أي شيء هـي؟

لهذا كان علينا بادئ ذي بدء أن نكشف عن معنى " التطرف الديني " وحقيقته وأبرز علاماته. والتطرف في اللغة معناه: الوقوف في الطرف، بعيدا عن الوسط، وأصله في الحسيات، كالتطرف في الوقوف أو الجلوس أو المشي، ثم انتقل إلى المعنويات، كالتطرف في الدين أو الفكر أو السلوك. [ ص: 23 ]

ومن لوازم التطرف: أنه أقرب إلى المهلكة والخطر، وأبعد عن الحماية والأمان، وفي هـذا قال الشاعر:

كانت هـي الوسط المحمى فاكتنفت بها الحوادث، حتى أصبحت طرفا!

التالي السابق


الخدمات العلمية