صفحة جزء
أهمية مراقبة تطور اللغة العربية

إن ترك اللغة العربية تتطور مثل بقية اللغات العالمية بانسياب، ودون الاهتمام بالمحافظة على لغة القرون الهجرية الأولى يولد أخطارا كبيرة، إن التطور الانسيابي للغة الإنجليزية جعل الإنجليز لا يقرءون " شكسبير " دون قاموس لغوي؛ فهل سيحدث هـذا مع اللغة العربية فلا يتمكن المسلم من قراءة القرآن والسنة وكتب التراث إلا بالقواميس؟!

إن لغتنا الأدبية لا تزال هـي الفصحى، والتراث اللغوي القديم يرفدها بالمفردات والأساليب ويوسع من دائرتها.

ولذلك فإن دراسة التراث القديم يؤثر في الارتقاء بلغتنا الأدبية والحفاظ على أصالتها؛ كما يؤدي إلى استمرار إفادتنا من النتاج الفكري المكتوب بالعربية الفصحى في حياتنا المعاصرة.

وإهمال تراثنا الأدبي القديم يقطع صلتنا بالقرآن الكريم والحديث الشريف، ويمكن للجهات العامية من النمو على حساب الفصحى؛ مما يخلف التمزق في الأمة؛ لأن للغة مكانة خطيرة في الوحدة الثقافية والهوية الذاتية.

وهنا تكمن أخطار الدعوة إلى تغيير القواعد النحوية والصرفية والبلاغية في دراسة العلوم الشرعية.. سيظهر القصور في فهم القديم، ثم الانقطاع النهائي، بل الشك في ذلك كله لأنه مبني على الأصول [ ص: 75 ] القديمة؛ اعتبارا من بلاغة القرآن وإعجازه اللغوي، إلى طرق استنباط الأحكام وفق قواعد " أصول الفقه " المبنية بصورة أساسية على قواعد اللغة العربية وفهم أساليبها.

التالي السابق


الخدمات العلمية