فقه الدعوة ملامح وآفاق [الجزء الأول]

عمر عبيد حسنة

صفحة جزء
قمة التجديد أما الحيثية الثالثة وهي استنزاف البدائل :

فمما لا شك فيه، أنه خلال فترة تجاوزت الثلاثين عاما ـ أي منذ فجر الاستقلال ـ برزت فئة من المسلمين تحاول أن تتقمص " العصرنة " والحداثة، لا كوسائل وإنما كغايات، وتعتقد أنه حتى " يتعصرن " المسلم أو " يتحدثن " فلا بد من أن ينكر أويقطع العلاقة بذاته، دون إدراك منها لكون العصرنة والحداثة الحقة هـي في الأصالة.. ويستحيل على من لا أصالة له أن يكون مجددا.

ولقد جربت هـذه الفئة واستنفدت ـ بحسن نية ـ عدة بدائل.. ولكنها كانت بدائل تطبعها الفورية والمجازفة وربما الانجذاب والانفعال.. وكانت كذلك بدائل غير [ ص: 72 ] مهضومة.. ولا ننكر أنها ربما تكون نجحت في أن تخلع الرداء ولكنها فشلت في أن تلبس شيئا بدلامنه..

التالي السابق


الخدمات العلمية