فقه الدعوة ملامح وآفاق [الجزء الأول]

عمر عبيد حسنة

صفحة جزء
ستنضج الزروع

** في الختام أرجو التكرم بتوجيه كلمة نصح للعاملين في حقل الدعوة إلى الله.

أطلب من إخواني -الذين شرفهم الله بالعمل في ميدان الدعوة الإسلامية- أن يصمدوا وأن يرابطوا في أماكن الدفاع عن عقيدتهم، وعن مقدساتهم، حتى يحرزوا النصر ويسلموه إلى أولادهم وأحفادهم كي يتموا المشوار كما يقال، إن المرابطين الآن في ميدان الدفاع عن الإسلام ودعوته يتحملون الكثير من العنت والكثير من الإرهاق، لكن لا أزال أذكر نفسي وأذكر غيري بقوله تعالى: ( ولا تهنوا في ابتغاء القوم إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون ) [النساء:104]. لتكن التضحيات كثيرة.. لتكن الآلام مترادفة، لكن علينا أن ننطلق ونمضي ونؤدي ما علينا ونحن الكاسبون، وكما أمر الله المجاهدين دائما أن يتوقعوا أحد أمرين -والحسنى في الأمرين معا - قال لهم: ( قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هـو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون ) * ( قل هـل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين ونحن نتربص بكم أن يصيبكم الله بعذاب من عنده أو بأيدينا فتربصوا إنا معكم متربصون ) [التوبة:51، 52].. [ ص: 148 ] ومع الزمن ستنضج الزورع، وتتحقق النتائج، ولأمر ما نجد سورة "هود" ختمت بهذه الآيات:

( وقل للذين لا يؤمنون اعملوا على مكانتكم إنا عاملون ) * ( وانتظروا إنا منتظرون ) * ( ولله غيب السماوات والأرض وإليه يرجع الأمر كله فاعبده وتوكل عليه وما ربك بغافل عما تعملون ) [هود:121- 123].

"جمادى الآخرة 1404هـ - 14 مارس 1984م" [ ص: 149 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية