أزمتنا الحضارية في ضوء سنة الله في الخلق

الدكتور / أحمد محمد كنعان

صفحة جزء
دليل من علم (الأحياء) : .. ولعلنا نتبين طرفا من التكامل في الخلق، حين ننظر نظرة شاملة إلى عالم المخلوقات الحية، التي تعيش فوق هـذه الأرض، إذ تظهر لنا النظرة المدققة إلى حياة النبات من جهة، وحياة الإنسان والحيوان من جهة أخرى أن هـذه المخلوقات جميعا تتعاون في حياتها ضمن حلقة واحدة متكاملة: [ ص: 56 ] فوظيفة النبات هـي ( الإرجاع والتركيب ) ، إذ يأخذ التراب والهواء والماء فيركب منها الثمار، ليقدمها يافعة للإنسان والحيوان، لكي يبنيا منها أجسامهما.. إلى جانب ما يقوم به النبات من علم بالغ الأهمية في تنقية جو الأرض من غاز ثاني أكسيد الكربون ، الذي ينتج عن تنفس الإنسان والحيوان فينزع منه الأكسجين ويعيده إلى جو الأرض، خلال عملية التمثيل الضوئي ، لكي يقوم الإنسان والحيوان باستخدام هـذه الأكسجين من جديد.

وأما وظيفة الإنسان والحيوان فهي ( الأكسدة والتقويض ) أي هـي نقيض وظيفة النبات، إذ يأخذ الإنسان والحيوان غذاءهما من عالم النبات فيهضمانه ليبنيا منه خلاياهما وأعضاءهما، وليستمدا منه الطاقة اللازمة للحركة والنمو والتكاثر.. ثم يطرحان ما لا يهضمانه إلى التراب والهواء، ليبدأ دور النبات من جديد.

وبهذا تكتمل دورة الحياة، وتتعاون هـذه المخلوقات معا ضمن حلقة متكاملة من السنن. [ ص: 57 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية