أزمتنا الحضارية في ضوء سنة الله في الخلق

الدكتور / أحمد محمد كنعان

صفحة جزء
معالم في طريق الحل

.. إلى الذين تؤرقهم حال هـذه الأمة، وتقض مضاجعهم، أقول: إن الطريق إلى الخروج من أزمتنا سهل وميسور حين نحزم أمرنا، ونعد عدتنا، ونجد السير في هـذا الطريق الذي يمكن أن نتبين أهم معالمه فيما يلي..

إن تغيير الحال التي نحن عليها اليوم لا يمكن أن يتم دون أن نغير ما بأنفسنا، فهذه سنة من السنن المطردة التي فطر الله عليها أمور خلقه، كما قال تعالى: ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) (الرعد: 11) .

وإن تغيير ما بأنفسنا لا يتم إلا أن نواجه مشكلاتنا مواجهة صادقة، لا مواربة فيها ولا أعذار، لنعرف مواطن الانحراف فنقومها، ونكشف مواضع الخلل فنصلحها، ونحدد نقاط الضعف فنقويها..

وليكن الإحسـان والصواب ضالتنا المنشـودة ( وأحسنوا إن الله يحب المحسنين ) (البقرة: 195) ، ( ( الحكمة ضالة المؤمن فحيث وجدها فهو أحق بها ) ) مع العلم بأن من أهم معاني الصواب معرفة السنن، التي بموجبها نحقق وظيفتنا في هـذه الحياة، والتي بينها الله عز وجل في قوله: ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) (الذاريات: 56) ، وأما الإحسان فهو تهيئة الشروط اللازمة، حتى تفعل هـذه السنن فعلها، وتمضي بنا نحو الحضارة الإنسانية التي نتطلع إليها.

ولنكن على بينة من أن المضي في طريق هـذه غايته، لا يمكن أن يكتب له النجاح دون علم وجهد وجهاد وصبر ومصابرة، ودون إخلاص لله، وتقوى، واستعداد للتضحية.

فإننا بمثل هـذه العدة يمكن أن نخرج من أزمتنا بإذن الله.. ونبدأ أولى خطواتنا في درب الصعود..

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. [ ص: 172 ]

السابق


الخدمات العلمية